السؤال: شيخنا الفاضل ، هل يعد حديث النبي صلى الله عليه وسلم " اقْرَؤوا كَمَا علمتم " دليلاً صحيحا على وجوب التجويد عند القراءة؟
الجواب: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المراء والجدال في القرآن ، بقوله : (اقرؤوا كما علمتم) ، بعد أن وقع الجدال بين بعض الصحابة في طريقة قراءة القرآن الكريم ، وقال الآجري في كتاب الشريعة (ص471) :" فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُلَقِّنُ كل قبيلة من العرب القرآن على حسب ما يحتمل من لغتهم، تخفيفاً من الله تعالى بأمة محمد ، فكانوا ربما إذا التقوا، يقول بعضهم لبعض: ليس هكذا القرآن، وليس هكذا عَلَّمَنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويَعيب بعضهم قراءة بعض ، فَنُهُوا عن هذا: اقْرَؤُوا كما عُلِّمْتُمْ، ولا يَجْحَدْ بعضكم قراءة بعض، واحذروا الجدال والمراء فيما قد تعلَّمتم".
أما التجويد في القراءة فأمر واجب ، ويمكن أن يستدل بالحديث عليه ، لأنه جزء مما تعلَّمه الصحابة رضوان اللهه عليهم من قراءة القرآن ، وأخذوه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والأصل في القراءة أن تكون مُجَوَّدَةً ، لأن أحكام التجويد جزء من النظام الصوتي للغة العربية ، تلقاه علماء القراءة من التابعين عن الصحابة ، ثم دَوَّنَهُ بعد ذلك علماء العربية والقراءة في كتبهم ، وأفرده علماء التجويد في كتب خاصة ، فليس هناك شك في أصالة قواعد التجويد في النطق العربي وفي قراءة القرآن الكريم.