الأخت الكريمة السائلة ، سألتِ عن تعريف الصوت الجامد (أو الصامت) الوارد في كتاب (المدخل إلى علم أصوات العربية) ، وهو : (الصوت المهموس أو المجهور الذي يحدث عند نطقه اعتراض لمجرى النفس في مخرج الحرف اعتراضاً كاملاً أو جزئيا يؤدي إلى حدوث احتكاك مسموع).
وتساءلت : (أَلَا يعني ذلك أن الصوامت التي يقصدها فضيلة الدكتور هي الحروف الساكنة أي حال التسكين مثل أَبْ .. أَتْ ، وليس المقصد هو الحروف المجردة ، أي الألف والباء وهكذا).
أقول جواباً لما سألت عنه :
(1) التعريف المذكور للصوت الصامت (أو الجامد) هو ما ذكره علماء الأصوات المحدثون ، وهو موضع اتفاق بينهم ، في مقابل المصوِّت (أو الذائب) وهي الحركات وحروف المد ، ويعتمد تقسيم الأصوات إلى هذين الصنفين على درجة انفتاح المخرج ، كما لا يخفى عليك ، وليس هذا هو موضع تساؤلك ، ولكنه يفيد في التمهيد للجواب.
(2) ليس المقصود بالصوامت الحروف الساكنة : أبْ أتْ ... ، فالتسكين يعرض للحروف في التركيب ، وليس المقصود الألف والباء ... فهذه أسماء الحروف وليس صوتها أو نطقها. ولكن المقصود بتقسيم الأصوات إلى صامتة ومصوتة هي أصوات اللغة المفردة المنطوق بها مجردة عن التركيب ، بحسب درجة انفتاح مخارجها عند النطق بها ، كما أشرت ، ويظل الصوت يحتفظ بتصنيفه إلى صامت أو مصوت في التركيب أيضاً ، فلو وصفنا الأصوات التي يتألف منها الفعل (كُتِبَ) لقلنا : إن الفعل يتألف من ثلاثة أصوات صامتة ، وهي ( ك ت ب ) ، وثلاثة أصوات مصوتة ، وهي ( ــــُــ ــــِـــ ــــَـــ ) : الضمة والكسرة والفتحة.
(3) لا تعني كلمة (صامت) المستعملة مصطلحاً دالاً على مجموعة من الأصوات في مقابل المصوتة ، لا تعني السكون ، فقد يوحي مصطلح الصامت لدى البعض بمعناه اللغوي ، فالصمت هنا ليس السكون ، فالحرف باصطلاح أهل الأصوات يكون صامتاً سواء كان متحركاً أو ساكناً ، كما هو مفصل في كتب هذا العلم.
آمل أن يكون معنى الصوت (الصامت) عند أهل الأصوات قد اتضح لك.
وبالله التوفيق.
القسم:
إجابات
التاريخ:
19 أكتوبر
2016
لايوجد تعليقات