في أنقرة
وصلنا أنقرة صباح الأحد 18/8 بعد رحلة متعبة بسبب السهر لأن موعد الطائرة كان الساعة (3,50) فجراً مما دعانا إلى الخروج إلى المطار في وقت مبكر لم يسمح لنا بالنوم.
التقينا بعبد الله في مطار أنقرة ، وكان قادما من أنطاليا التي وصلها ليلة أمس ، وجاء إلى أنقرة بالطائرة بدل الحافلة ، وأخذنا تكسي من مطار أنقرة أوصلنا إلى الفندق الذي حجزنا فيه عن طريق الإنترنت من قبل ، وهو فندق (جان بيـﮓ) واسترحنا من عناء السفر، وفرحنا بلقاء عبد الله وآية ، كما فرحوا بلقائنا.
خرجنا مساءً في جولة في المنطقة المحيطة بالفندق ، لكن لم نرتح للجو العام هناك ، ومن ثم أخذنا سيارة أجرة وذهبنا إلى (أنكامول) ، وهو من الأسواق الكبيرة في أنقرة ، كما سمعنا ، لكننا وصلننا متأخرين ، وكانت أبواب الدخول قد أغلقت ، والناس يخرجون منه ، واكتفينا بأخذ صور أمام مبنى السوق.
بدأت في ترتيب برنامجي للأيام القادمة بدءاً من يوم غد ، ولم أكن قد وقفت على عنوان كلية اللغات والتاريخ والجغرافية في أنقرة وفيها المكتبة التي تحتفظ ببعض المخطوطات المطلوبة . وقد أتمكن عن طريق الإنترنت معرفة عنوان الكلية وموقعها ليس بعيداً من المنطقة التي فيها الفندق.
أما ماذا بعد أنقرة ، فهناك عدة أفكار منها ذهابي منفرداً بعد الظهر غداً إلى أماسيا ثم العودة منها بعد غد بعد أن أحصل على بغيتي من مخطوطاتها ، إن شاء الله . ثم الذهاب من هناك إلى آقشهر يوم الثلاثاء ، إن أمكن أو صباح الأربعاء ، أما عبد الله ووالدته وآية فيمكن أن يذهبوا من أنقرة إلى بورصة بعد غد إن شاء الله تعالى لنلتقي هناك.
آمل أن أجد من وسائط النقل ما يسعفنا بالحركة السريعة للذهاب إلى أماسيا ثم التحول إلى آقشهر ثم الذهاب إلى بورصة لنبقى فيها يومين أو ثلاثة أيام ، ثم نعبر إلى إستانبول للبقاء فيها بقية الأسبوع القادم إلى يوم الخميس 29/8/2013 موعد العودة إلى العراق.
في كلية الإلهيات
أخذت سيارة أجرة وذهبت إلى كلية الإلهيات ، وجرى عليًّ ما جرى في كلية اللغات من قبل ، فلم أجد أحداً يمكن أن يساعدني في الوصول إلى ما أريد ، سألتُ عن الأساتذة قالوا في إجازة ، سألت عن أحد يعرف العربية ، لم أجد ، أخيراً وجدت موظفاً يعرف الإنكليزية ، مثلي أو أحسن مني قليلاً ، فأجلسني في غرفته وفيها موظف آخر وموظفة ويبدون أنها جزء من دائرة التسجيل في الكلية ، إذ يأتي الطلبة يحملون ما يشبه شهادات التخرج لتصديقها ، قال لي الموظف أجلس وذهب ، ثم عاد ، ثم ذهب وعاد ، ولم يأت أحد يعرف العربية ، حالوا مسعدتي بالاستعانة ببعض المراجعين ووجدوا طالبة أو متخرجة تعرف شيئاً عن العربية ، حاولت أن أشرح لها ما أريد لكن معرفتها بالعربية كانت محدودة ، تحاول أن تتذكر شيئاً عن القواعد وتركيب الجمل ، واعتذرت في آخر الأمر وانصرفت.
وقلت للموظف : هل انصرف ؟ قال: لا انتظر.
وحضر بعد حوالي ساعة أستاذ تركي ذا شيبة ولحية جانبية طويلة ، وسلَّم عليَّ وكان يجيد العربية ، وقال إنه أستاذ الفلسفة والتاريخ ، وبينت له ما جئت من أجله ، فأخذ بيدي إلى غرفة قريبة مقابلة لنا ودخلنا مكتباً فيه سكرتارية ، وكان يجلس في الغرفة الكبيرة على مكتب كبير أستاذ أو دكتور قام إلينا عند دخولنا الغرفة ، واستقبلنا بالترحيب بلغة عربية جيدة ، وقال إنه د. بنيامين ( وهو المعاون العلمي لعميد كلية الإلهيات) . وبعد التعارف والحديث عما كان قد درسه ، وزياراته إلى مصر والمغرب ، ذكرت له معاناتي من الصباح إلى أن التقيت به.
فأخبرني أن المخطوطات موجودة في مكتبة الكلية وأننا سوف نذهب إليها بعد قليل.
كنت أحمل معي الميسر في علم رسم المصحف ، والميسر في علم التجويد ، وقدمتهما له هدية ، سألني بعد ذلك : هل هذه الكتب لي أم المكتبة ؟ فقلت: لك ، فقال آخذ كتاب رسم المصحف ، وأضع كتاب التجويد في مكتبة الكلية.
ثم قام من مكتبه وأراني كتاب (الإجابة في معرفة ما خالفت فيه السيدة عائشة الصحابة) من تحقيقه ، وكانت النسخة عليها تصحيحات بقلم الرصاص ، قال إن التصحيحات من قبل د. أحمد جمعة من العراق ، وقال هو موجود في أنقرة ، قلت هو صاحبي وتلميذي ، فاتصل به وحضر بعد قليل ، وأخبرني أنه حضر منذ أربعة أيام لإكمال معاملة إنهاء عقد العمل ، لأنه لم يحصل على إجازة من جامعته في الأنبار.
مع د. بنيامين معاون عميد كلية الإلهيات في مكتبه
ثم أخذنا د. بنيامين إلى أحد الأدوار العليا في المبنى وفيه المكتبة ، ويبدو أنه ذهب بنا إلى مديرة المكتبة ، أو مسؤولة المخطوطات ، وشرح لها ما أريد فانطلقت بنا إلى مكتب فيه حاسبة تتضمن فهارس المخطوطات ، وقامت بعرضها على الشاشة ، وهي مصنفة حسب الموضوعات ، واطلعت على عناوين مخطوطات القراءات والتجويد وعددها (521) عنواناً وفيها كثير من مخطوطات الكتب المطبوعة.
وسجَّلت عدداً من المخطوطات التي لفتت نظري وأرقامها ، وكان الوقت ضيقاً ، فعلي أن أرجع إلى الفندق للتهيؤ للسفر إلى أماسيا.
تركنا د. بنيامين وعاد إلى مكتبه ، وطلب مني العودة إليه بعد الانتهاء من الإطلاع على المخطوطات.
تحدثت إلى السيدة مسؤولة المخطوطات عن رغبتي في الإطلاع على بعض المخطوطات فأخذتنا أنا ود. أحمد جمعة إلى قسم مجاور فيه المخطوطات ، وأحضرت لنا المخطوط المطلوب وهو رسالة في معرفة رسم المصحف من تأليف أبي محمد المكي ، قلت : لعله مكي القيسي ، وعدد الأوراق سبع أو ثمان ورقات ، وقلت : أريد نسخة منه فتحدثت بكلام فهمت منه أنه ليس لديهم مصور الآن أو ليس لديهم نسخة الكترونية ، قلت : نأخذ صورة بالكاميرا التي معي ، قالت بشرط عدم استعمال الفلاش ، وجربت تصوير الصفحة الأولى وظهر ضوء الفلاش فأوقفت التصوير ، حاولنا وضع الكاميرا على حالة عدم ظهور الفلاش ، وأخذنا صورة لكل صفحة ، لكن تبين بعد العودة إلى الفندق وفتح الفلم أنه لم تظهر إلا صورة الصفحة الأُولى التي أخذناها مع الفلاش ، وهي هذه
[1]:
رجعنا إلى د. بنيامين بعد الانتهاء من التصوير ، وطلبت منه تزويدي بأسماء أشخاص يعرفهم في أماسيا وآقشهر ، فأعطاني أسماء ثلاثة من علماء أماسيا وهم:
1. أ. إدريس ، وهو واعظ يدرس الماجستير.
2. أ. إسماعيل إبيك مفتي أماسيا.
3.د. شعيب أوزدامير عميد كلية الإلهيات.
وحاول د. بنيامين الاتصال بمفتي آقشهر لكنه لم يكن موجوداً في المدينة ، وقال إنه سيحاول أخذ هاتف مسؤول المكتبة هناك ويتصل به.
طلبت من د. بنيامين المساعدة في الحصول على نسخة مصورة من مخطوطة ( أسنى المقاصد لسلمى بنت محمد الجزري) المحفوظة في مكتبة كلية اللغات والتاريخ والجغرافية ، في جامعة أنقرة ، التي ذهبت إليها صباحاً ولم أهتد إليها ، أو لم أجد الموظفين فيها ، فوعدنا بذلك ، ثم غادرت مكتبه ومعي د. أحمد جمعة ، الذي خرج معي إلى خارج الكلية حتى ركبت بسيارة الأجرة إلى الفندق.
وجدت أن عبد الله قد حجز لي إلى أماسيا بالحافلة التي تغادر الساعة السادسة مساءً بدل الثانية بعد الظهر ، فاسترحت ، وتغديت وطلبت أن يحجز لي في فندق في أماسيا فحجز عن طريق الإنترنت في فندق simre لليلة واحدة ، وحجز لنا جميعاً في بورصة التي يغادرونها غداً من أنقرة ، أما أنا فسوف أذهب إلى بورصة من أماسيا مباشرة ، وقد حجز لي على الحافلة التي تغادر أماسيا الساعة السادسة مساءً غداً ، إن شاء الله تعالى.
أتصل بي د. أحمد ، ليخبرني أن د. بنيامين أخبره أن مخطوطات آقشهر قد نُقِلَتْ إلى مدينة قونية ، وهي أبعد من آقشهر من بورصة ، وسوف أفكر هل سأذهب من مدينة بورصة إلى هناك أم لا ، وذكرت للدكتور أحمد أن المخطوطة التي صورتها من مكتبة كلية الإلهيات كانت تالفة ، ووعدني بالحصول على صورة جديدة منها.
[1] حصلت عليها لاحقاً كاملة ، عن طريق د. أحمد جمعة ، جزاه الله خيراً ، وعثرت على نسخ أخرى من الرسالة المنسوبة إلى أبي محمد المكي ، وكتبتُ لاحقاً البحث الموسوم (جهود مكي بن أبي طالب القيسي في رسم المصحف ، مع دراسة للرسالة المنسوبة إليه في الرسم).
___________________________________
[1] حصلت عليها لاحقاً كاملة ، عن طريق د. أحمد جمعة ، جزاه الله خيراً ، وعثرت على نسخ أخرى من الرسالة المنسوبة إلى أبي محمد المكي ، وكتبتُ لاحقاً البحث الموسوم (جهود مكي بن أبي طالب القيسي في رسم المصحف ، مع دراسة للرسالة المنسوبة إليه في الرسم).