إن دراسة رسم المصحف لا تهم المتخصصين بالدراسات القرآنية وحدهم ، بل تفيد دارس اللغة العربية ، وأهل التاريخ والآثار ، والمهتم بالخط العربي وتجويده ، ولعلي لا أجاوز الحقيقة إن قلت إن دراسة الموضوع سوف تكون نتائجها مفيدة وممتعة للذين يحملون في قلوبهم حب القرآن ويحرصون على تلاوته وتفهم معانيه ،لأن نتائج هذه الدراسة سوف تكشف لهم عن التواصل بينهم وبين أصول هذا الكتاب الكريم ، فالمصاحف المخطوطة تشكل سلسلة متصلة الحلقات بدايتها المصاحف العثمانية ، و نمسك اليوم بطرفها الممتد عبر السنين من خلال هذه المصاحف ، المعززة بالرواية الشفهية للقراءة القرآنية .
وقد يكون من المفيد أن أذكر بإيجاز تجربتي المتواضعة في دراسة رسم المصحف في رسالتي للماجستير ، التي كشفت لي عن أهمية دراسة المصاحف المخطوطة والعناية بها ، فقد بدأت أعمل في البحث من غير أساس علمي سابق أستند إليه ، ولم أجد ما يمهد لي الطريق ، وقد مَنَّ الله عليَّ بإنجاز البحث بعد القراءة في عدد محدود من المصاحف ، ومن دراسة كتب رسم المصحف والدراسات التاريخية الحديثة عن الخط العربي ، ولمست حينذاك الحاجة إلى دراسات تعنى بالمصاحف القديمة ، وإلى مراكز علمية تسهل على الباحثين الاطلاع عليها وتيسير دراستها .
وآمل أن يحظى قسم من الأقسام العلمية المتخصصة بالدراسات القرآنية بشرف الريادة في هذا المشروع العلمي وتوفير مستلزماته ، وفي مقدمتها مكتبة متخصصة تضم ثلاثة أنواع من المصادر :
(1) المصاحف القديمة ، أصلية أومصورة ، من مختلف العصور ، مع ما يلزم من وسائل القراءة فيها ودراستها .
(2) كتب رسم المصحف .
(3) الدراسات الحديثة المتعلقة بالخط العربي وتاريخ الكتابة العربية .
وليس من الصعب بعد ذلك وضع الإطار التنفيذي للمقترح ، وتحديد مفردات الدراسة ، والوقت الذي تستغرقه ، ومن يتولى التدريس والتدريب فيه...
القسم:
فوائد و لطائف
التاريخ:
21 يناير
2015
لايوجد تعليقات