كتب الصحابة رضي الله عنهم القرآن الكريم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في الرقاع التي جُمعت في الصحف في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، ونُسخت الصحف في المصاحف في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وحافظ المسلمون على رسم الكلمات في المصحف كما كتبها الصحابة رضي الله عنهم ، وفي رسمها ما لا يتطابق مع نطقها ، من حذف أو زيادة أو بدل أو فصل أو وصل ، وبعد أن ظهرت العلوم عند العرب نظر علماء اللغة العربية في الكتابة ، وأعادوا صياغة قواعدها وفق قاعدة عامة هي أن اللفظ يُرسم بحروف هجائه ، مبدوءا به وموقوفا عليه.
صار الرسم بعد ذلك على قسمين: قياسي واصطلاحي ، فالقياسي ما طابق فيه الخط اللفظ ، والاصطلاحي ما خالفه بزيادة أو حذف أو بدل أو وصل أو فصل ، وهو خط المصحف ، وأكثره موافق لقوانين الكتابة القياسية ، لكن جاءت أشياء خارجة عن ذلك يلزم اتباعها (1).
وصَنَّفَ علماء الرسم ما وقع في رسم المصحف من ظواهر ، لا يتطابق رسمها مع نطقها على خمسة فصول ، قال ابن وثيق الأندلسي: " اعلم – وفقك الله – أن رسم المصحف يفتقر أولا إلى معرفة خمسة فصول ، عليها مداره:
الأول: ما وقع فيه الحذف.
الثاني: ما وقع فيه الزيادة.
الثالث: ما وقع فيه من قلب حرف إلى حرف.
الرابع: أحكام الهمزات.
الخامس: ما وقع فيه من القطع والوصل “ (2).
وزاد بعض العلماء المتأخرين فصلا سادسا ، وهو ما فيه قراءاتان ، وكُتِبَ على إحداهما...(3).
_____________________
(1) ينظر: ابن السراج: كتاب الخط 107 ، وابن درستويه: كتاب الكتاب ص16 ، وابن الجزري: النشر 128/2.
(2) الجامع ص31-32.
(3) ينظر: السيوطي: الإتقان 2200/6 ، والضباع: سمير الطالبين 67/1.
القسم:
فوائد و لطائف
التاريخ:
22 ديسمبر
2014
لايوجد تعليقات