استعمل علماء اللغة العربية وقراءة القرآن مصطلح الإشمام للدلالة على ظواهر لغوية متعددة ، ويمكننا أن نبين أنواع الإشمام في أشهر استعمالاته ، وحقيقة كل نوع في ما يلي:
(1) الإشمام الوقفي: وهو تهيئة الشفتين للنطق بالضمة بعد إسكان الحرف الموقوف عليه ، وذلك في مثل (نستعينُ)...للدلالة على الحركة عند وصل الكلمة ، وهو يختص بالضمة إعرابا كانت أو بناء ، ولا يلحق الإشمامُ الوقفيُّ الفتحة والكسرة ، لعدم ظهور حركة أعضاء آلة النطق عند النطق بهما للعين بوضوح كما في الضمة.
(2) الإشمام الصرفي: وهو النطق بكسرة في أول الفعل الثلاثي المعتل العين ، المبني للمجهول كما في مثل (قِيل) ، مشوبة بضمة...
(3) الإشمام الصوتي: وهو إشراب صوتٍ صفةَ صوتٍ آخرَ مجاورٍ له ، أو خلط الصوت بصوت آخر ، وقد عبر سيبويه عن هذه الظاهرة بمصطلح المضارعة والتقريب ، وسماه ابن جني بالإدغام الأصغر...وذلك في مثل النطق بالصاد في (الصِّراطَ) بين الصاد والزاي ، أو ممزوجة بالزاي ، وذلك بإشراب الصاد صفة الجهر.
وسمى أكثر علماء القراءة هذه الظاهرة بالإشمام لأن الصاد يُنطق بها مُشَمَّة صوت الزاي.
وُيطْلِقُ الدرس الصوتي الحديث على هذه الظاهرة مصطلح المماثلة الجزئية ، لأن الصاد لم ينقلب إلى مثل الصوت المجاور له ، ولكنه أخذ منه صفة الجهر فقط.
القسم:
فوائد و لطائف
التاريخ:
22 أكتوبر
2014
لايوجد تعليقات